علي عبدالمغني : الطليعي الذي كتب الثورة بدمه وقلمه

علي عبدالمغني : الطليعي الذي كتب الثورة بدمه وقلمه

شذرات إستراتيجية

بسم الله الرحمن الرحيم 

مـــصـــطــفـــى بن خالد

 

في سفر التاريخ، هناك لحظات لا تشبه سواها؛ لحظات تتوهج فيها أرواح العظماء لتضيء دروب الأمم، وتصنع من العتمة فجراً ومن الانكسار مجداً .

 

وفي اليمن الحديث، يشرق أسم اللواء علي محمد حسين عبدالمغني (1935 – أكتوبر 1962) ككوكب لا يخبو، وكسطر خالد كُتب بحبر الدم والوعي معاً في كتاب الحرية .

 

لم يكن علي عبدالمغني شاباً عادياً يثور على الاستبداد ببندقية، بل كان عقل الثورة وقلبها، صوتها وضميرها، ومهندس انطلاقتها الأولى . 

 

حمل في يمناه سيف الجرأة، وفي يسراه قلم الفكر، فجمع بين الحلم والرؤية، بين الفكرة والفعل، بين وهج الطموح الثوري وحكمة القائد الواعي .

 

وهكذا غدا الطليعة التي لم تهادن الظلام، ولم ترتجف أمام جبروت الإمامة، بل فجرت نور الجمهورية بوعي ثاقب وتضحية نادرة .

 

لقد أدرك أن التغيير ليس صرخة عابرة ولا اندفاعاً أعمى، بل هو وعي يستند إلى إيمان، وتخطيط يقوم على بصيرة، وتضحية تعانق المجد .

 

 لذلك، حين دوّت صيحة 26 سبتمبر، كان هو نبضها، وكان هو شهيدها الأول، فارتقى جسداً وبقي روحاً، ارتفع بطلاً وصار رمزاً، رحل جسداً وبقي فكرة تتجدد في ضمير اليمنيين .

 

إنه ليس اسماً في كتاب ولا صورة في ذاكرة، بل هو ملحمة وطنية حيّة؛ مدرسة للكرامة، ومعنى للحرية، وراية سامقة ترفرف فوق أجيالٍ تتلمّس دربها نحو غدٍ جمهوري كريم .

 

سيظل علي عبدالمغني ـ القائد، الشهيد، الرمز ـ عَلماً شامخاً في سفر اليمن، وإيقاعاً خالداً في أناشيد الحرية، وملحمة تتناقلها الأجيال كلما رفعت عيونها نحو سماء المجد .

 

كان علي عبدالمغني رمز الطليعة الواعية : 

قائدًا يعرف أن التغيير الحقيقي لا يُصنع بالصدفة أو الانفعال، بل بالتخطيط الرصين، بالوعي الثاقب، وبالتضحية الجسورة .

 اسمه صار علمًا شامخًا في تاريخ اليمن، ودرسًا خالدًا لكل جيل يطمح للحرية، الكرامة، والسيادة الوطنية .

المولد والبدايات :

 من الهامش إلى الضوء

 

وُلد علي محمد حسين عبدالمغني عام 1935م في قرية المسقاة بمديرية السدة في محافظة إب، في زمنٍ أثقلته قبضة الإمامة بالحديد والنار، زمنٍ فرض على اليمنيين عزلة خانقة، وأطفأ أنوار التعليم، وأغلق أبواب الأمل أمام جيلٍ كامل من أبناء الوطن .

 

لكن من رحم الهامش يولد الضوء، ومن قسوة العزلة يتفجّر الوعي .

 لم يكن ميلاد علي في قرية صغيرة نائية عائقًا أمام نبوغه، بل كان الشرارة الأولى لمسيرة استثنائية .

 

فقد حملته خطاه إلى صنعاء، حيث التحق بـ مدرسة الأيتام؛ تلك المؤسسة التي لم تكتفِ بصناعة متعلمين، بل أنجبت قادة حملوا على عاتقهم همّ التغيير، وصاغوا بوعيهم اللبنات الأولى لفجر جديد .

 

هناك، بدأ علي يشق طريقه نحو المعرفة كأداة للتحرر، والوعي كجسر للنهضة . 

بزغ تفوقه الدراسي مبكرًا، وانكشفت ملامح شخصيته القيادية، فأصبح محطّ الأنظار بين زملائه ومعلميه . 

 

تخرج والتحق بوزارة المالية موظفًا، لكن الروح الثائرة التي تسكنه لم تُطِق أن تُحاصر في رتابة الوظائف ولا أن تُقيَّد ضمن نظام آيل للسقوط .

 

لقد كان يرى أن الوطن يحتاج إلى ما هو أكبر من مجرد موظفين في دولة متآكلة، فاختار الطريق الأصعب والأشرف : 

أن يترك وراءه أمان الوظيفة ويخوض معركة الوعي والفداء من داخل المؤسسة العسكرية . 

هناك، حيث يُصنع التاريخ وتُكتب مصائر الأمم، بدأ علي عبدالمغني يتشكل كقلب الثورة النابض، وعقلها الاستراتيجي، ورمز الطليعة التي قادتها إرادة لا تلين نحو فجر الجمهورية .

نحو الوعي …

العسكري والثوري

 

حين خطا علي عبدالمغني عتبات الكلية الحربية، لم يكن مجرد طالب يسعى إلى الانضباط والرتبة، بل كان فتًى يحلم بوطن محرر من قيود الماضي .

 هناك، في أروقة الكلية الحربية، صُقلت شخصيته الفذة بالانضباط، وتجلّت ملامح قيادته المبكرة، فغدا نموذجًا للشاب الذي جمع بين صلابة الميدان وعمق الفكرة، بين شرف السلاح ونقاء الحلم .

 

وفي قلب تلك التجربة، التقى بأقرانه من الشباب الطامحين، الذين كانت أرواحهم تشتعل بذات الحلم الكبير : 

يمن ينهض من رماد قرون الاستبداد، ويمزّق ستائر الظلام ليؤسس عهد الجمهورية .

 ومن رحم ذلك الطموح، وبتخطيط سري متقد، وُلد في ديسمبر 1961م تنظيم الضباط الأحرار، التنظيم الذي لم يكن مجرد حلقة عسكرية، بل كان نواةً لثورة، ومشروعًا لتاريخ جديد .

 

هناك، برز علي عبدالمغني كأحد أبرز مهندسي هذا المشروع؛ بعقله الاستراتيجي ورؤيته الثاقبة، جمع رفاقه حول فكرة التحرر، وصاغ معهم ميثاقًا غير مكتوب، عنوانه: “الوطن أولاً، والحرية أو الشهادة” .

 

وعي استثنائي …

وقيادة ملهمة

 

تميّز علي عبدالمغني بذكاء متقد وسرعة بديهة تخترق المواقف، وبفكر استراتيجي عميق يسبق لحظته التاريخية . 

لم يكن مجرد ضابط يتقن فنون القتال، بل كان خطابًا حيًّا يشعل الحماسة، ويلهب القلوب، ويوقظ الضمائر الغافية على صمت القرون . 

كان صوته يتردد في النفوس كالجرس الذي يعلن بدء الفجر، وكأنما اختاره القدر ليكون لسان الثورة وعقلها في آنٍ واحد .

 

أدرك منذ وقت مبكر أن الثورة ليست صرخة انفعال ولا اندفاعًا أعمى، بل هي مشروع وطني شامل يتطلب التخطيط المحكم، الوعي السياسي المستنير، والفكر الثوري المنظم، إلى جانب التنظيم العسكري الدقيق .

 

 من هذا الإدراك العميق، صاغ لنفسه دورًا مصيريًا : 

مهندس الفجر الجديد، والقلب النابض الذي ضخ الحياة في جسد الحركة الثورية منذ لحظتها الأولى .

 

وهكذا، لم يكن حضوره عابرًا، بل كان ركيزة أساسية في ولادة الجمهورية، يرسم بخطوط فكره معالم الغد، ويخط بدمه معنى الحرية، حتى غدا اسمه مرادفًا للوعي الثوري، وصورته أيقونة لليقين بأن الأمم تُصنع بالعقول المستنيرة كما تُصنع بالتضحيات الجسورة .

لحظة اندلاع الثورة :

 فجر الجمهورية

 

في ليلة السادس والعشرين من سبتمبر 1962، حين كانت صنعاء ترقد تحت ثقل العتمة والإمامة، دوّى صوت الرصاص الأول ليشق صمت القرون، معلنًا ميلاد فجرٍ جديد .

 

 لم يكن ذلك الانفجار العسكري مجرد تمرد، بل كان صرخة أمة بأكملها تبحث عن الخلاص .

 وفي قلب تلك اللحظة المفصلية، كان يقف علي عبدالمغني، لا كجندي عابر في ساحة المعركة، بل كـ مهندس الفجر وقائد الطليعة الواعية .

 

كان العقل الذي خطط، والقلب الذي خفق، والروح التي أوقدت شعلة الثورة . 

قاد الضباط الأحرار بثبات لا يلين، ورؤية لا تحيد، وحلمٍ كان أكبر من كل قيود الإمامة .

 وعندما ارتجّت صنعاء على وقع المدافع، كان علي هو الصوت الذي يقول لرفاقه : “إنها ساعة الحرية، إما أن نكون أو لا نكون .”

 

تدفقت الأحداث كالسيل، وسقطت جدران الاستبداد أمام إرادة الرجال الذين آمنوا بالجمهورية .

 لكن خلف المدافع والدبابات، كان وعي علي عبدالمغني هو السلاح الأمضى؛ وعيٌ جعل الثورة ليست مجرد إطاحة بنظام، بل ولادة دولة، ونقلة حضارية نحو عهدٍ جديد .

 

وهكذا، صار إسمه يقترن بلحظة الانتصار الكبرى، لحظة انبلاج فجر اليمن الجمهوري، لحظة دوّن فيها التاريخ أن الثورة ولدت من فكرٍ مستنير ودمٍ طاهر .

 

سبتمبر : 

الثورة التي خطها بقلمه وشارك بصدره

 

حين بزغ فجر السادس والعشرين من سبتمبر 1962، كانت صنعاء على موعد مع التاريخ .

 في تلك اللحظة التي تهاوت فيها جدران الظلام، كان علي عبدالمغني في قلب الحدث، لا كضابط عادي، بل كـ كاتب البيان الأول للثورة، البيان الذي أعلن للعالم ميلاد الجمهورية العربية اليمنية، وأغلق إلى الأبد أبواب عهد الإمامة .

 

لم يكتفِ بأن يمسك القلم الذي خط إرادة الأمة، بل أمسك أيضًا بالبندقية، ووقف في الصفوف الأمامية ليؤكد أن الثورة الحقيقية لا تُصنع بالكلمات وحدها، ولا بالسلاح وحده، بل بامتزاج الفكر بالفعل، والكلمة بالرصاصة، والحلم بالتضحية . 

لقد كان العقل المدبر للثورة، وقلبها النابض، وصوتها الواعي الذي رسم للأجيال طريق الحرية .

 

وفي تلك اللحظة الفاصلة، برهن علي عبدالمغني أن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع، وأنها لا تستعاد إلا بإيمانٍ عميقٍ بحتمية التغيير، وبشجاعة نادرة تتجاوز حدود الذات، وبدماء طاهرة تُكتب بها صفحات المجد .

 

لقد غدا رمز الطليعة الواعية، ودرسًا خالدًا بأن الشباب ليسوا شهودًا على التاريخ، بل هم صنّاعه الأوائل وحملته الأوفياء .

أسبوع … 

المجد والشهادة

 

لم يكن انتصار السادس والعشرين من سبتمبر سوى البداية الحقيقية لمسار التحدي؛ فالثورة التي أشرقت شمسها لم تكن لتبقى إلا بدماء تحرسها، وأرواح تفديها .

 

عدنا إلى المناضل السبتمبري أحمد قرحش، الذي كان فاعلاً وشاهداً على الثورة منذ بدايتها، للتأكد من صحة المعلومات بدقة وموضوعية .

 وقد أفادنا مشكوراً، بما جرى من أحداث وتفاصيل، مؤكداً بذلك دور الشهود الميدانيين في الحفاظ على الذاكرة التاريخية، بقوله بعد أيام قليلة من ميلاد الجمهورية، حمل علي عبدالمغني بندقيته وقلبه، وتقدّم لقيادة حملة عسكرية انطلقت من صنعاء صوب صرواح، رفقة رفاقه من ضباط الدفعتين الأولى والثانية من الكلية الحربية، ومجموعة من كلية الطيران، يتقدّمهم الضابط المصري والمناضل العروبي الكبير نبيل الوقاد، أول شهيد عربي في ثورة اليمن، إلى جانب جنود يمنيين ومصريين آمنوا جميعًا أن الحرية تستحق أن تُفتدى بالأرواح .

 

كان الهدف تحرير مركز مأرب من فلول الإمامة، حيث تجمع عبدالله بن الحسن حميدالدين القادم من بيحان، مع مجموعة كبيرة من المرتزقة مدعومًا من السعوديين والبريطانيين عبر الشريف الهبيلي، وضباط أردنيين جاؤوا جميعاً لإجهاض الثورة في مهدها . 

 

هناك، في قلب التاريخ، نصب الأعداء كمينًا محكمًا لركب الثورة في موقع يُعرف بـ”الضيق” عند السدّ القديم بمأرب .

واجهت الحملة حشودًا ملكية كثيفة بقيادة الحسن بن يحيى حميدالدين، تفوقهم عددًا وعتادًا، لكن علي عبدالمغني ورفاقه لم يعرفوا لغة التراجع . 

 

خاض معهم المعركة بشجاعة ملحمية، مؤمنًا أن الثورة لا يحرسها سوى الدماء الطاهرة، وأن الحرية لا تُصان إلا بالتضحيات الجسورة .

 

 وفي ذلك الميدان، ارتقى شهيدًا، لكنه ارتقى واقفًا؛ سقط جسدًا، ونهض رمزًا خالدًا، ليُصبح أيقونة للشجاعة والتضحية الوطنية، وراية تهدي الأجيال دروب الحرية .

 

لم يكن استشهاده ورفاقه نهاية الرحلة، بل بداية الإرث العظيم؛ بداية الحكاية التي تقول إن الحرية لا تُستعاد إلا بإيمانٍ عميق، وعملٍ بطولي، وتضحياتٍ تُخلّد أصحابها في وجدان الأمة . 

ومنذ تلك اللحظة، غدا علي عبدالمغني شهيد الفجر الأول، ودرسًا خالدًا بأن المجد يولد من الدم، وأن الشعوب لا تحيا إلا حين يهب أبناؤها حياتهم في سبيلها .

الإرث والمكانة : 

قائد بلا منازع

 

يصفه المؤرخون بـ العقل الاستراتيجي لثورة سبتمبر، القائد الفعلي الذي نسج خيوطها الأولى بفكر ثاقب وإرادة صلبة . 

رغم صغر سنه مقارنةً برفاقه، كان أوسعهم أفقًا وأعمقهم وعيًا، وأكثرهم قدرة على تحويل الحلم الثوري إلى مشروع واقعي يضع أسس الجمهورية الوليدة .

 

امتلك رؤية متكاملة للتغيير، لا تقوم على الانفعال وحده، بل على التعليم كرافعة للتقدم، والوعي كسلاح للتحرر، والوحدة الوطنية كدرع يحمي الأمة من الانكسار .

 

كان علي يدرك أن الانتصار العسكري لحظة، أما الانتصار الفكري والثقافي فهو مشروع حياة، يغير البنية الذهنية للمجتمع ويصون مستقبل الأجيال، ويضع اللبنات الأولى لوطن قادر على الصمود والنهضة .

 

جمع بين المثالية والواقعية في معادلة نادرة، مؤمنًا بأن البندقية بلا وعي تُضل، والحلم بلا عمل يذبل . 

 

ومن خلال هذا التوازن الفريد، ترك إرثًا يتجاوز عمره القصير، ليصبح نموذجًا قياديًا خالدًا في ضمير الأمة، ومرجعًا للأجيال في معنى الشرف، والتضحية، والسيادة الوطنية .

 

لقد أصبح إسمه أيقونة، ليس فقط في تاريخ اليمن، بل في ذاكرة كل من آمن أن الثورة الحقيقية تُبنى بالفكر قبل السلاح، وبالإرادة قبل الدم، وبالرؤية قبل اللحظة التاريخية .

ما الذي يمثله اليوم ؟

 

بعد أكثر من ستة عقود على رحيله، يظل علي عبدالمغني شاهدًا حيًا على أن التحولات الكبرى لا تُصنع بالصدفة، بل تبدأ من إيمان الأفراد العميق بقدرة الشعب على التحرر، ومن جرأة الطليعة في تحويل الحلم إلى فعل . 

 

حضوره لم يعد مجرد ذكرى تاريخية، بل أصبح بوصلة معنوية للأمة في مواجهة التحديات، وصوتًا لا ينطفئ يدعو إلى الوفاء بالمبادئ والكرامة الوطنية .

 

اليوم، يمثل علي عبدالمغني :

 • نموذجًا خالدًا للشباب :

 يثبت أن العمر القصير لا يمنع من ترك أثر أبدي، إذا اقترن بالإرادة الصلبة والوعي الثاقب .

 

• درسًا للنخب السياسية والفكرية :

 أن القيادة الاستراتيجية الحقيقية هي الموازنة بين الفكر والعمل، القلم والسلاح، الحلم والقدرة على تحقيقه .

 

• وصية للأمة :

 أن الجمهورية ليست مجرد منجز يُحتفى به، بل مسؤولية دائمة تتطلب الحماية، الصون، والتجديد المستمر .

 

إنه اليوم رمز الاستراتيجية والشجاعة والكرامة السيادية، صرخة في وجه كل من يحاول إعادة اليمن إلى عصور الظلام، أو خضوعه لقرار الأجنبي، وأيقونة خالدة لكل جيل يطمح إلى الحرية، الاستقلال، والسيادة الوطنية .

رسالة للشباب : 

روح الثورة والتضحية

 

أيها الشباب،

اعلموا أن الشرف والكرامة لا تُمنح، بل تُنتزع، وأن الحرية لا تُطلب من أحد، بل تُصان بالوعي، والإرادة، والتضحية . 

 

لقد علّمنا علي عبدالمغني أن جيلًا واعيًا قادر على أن يغير مسار أمة بأكملها، وأن من يرضى بالخنوع أو يقبل التبعية للأجنبي لم يعرف يومًا معنى الوطن ولا قيمة الحياة الحرة .

 

كونوا حراس ثورتكم وأهدافها، حراس مدنية الدولة وديمقراطية الشعب وعدالة القانون وقداسة الدستور .

 

 لا تسمحوا أن تُباع سيادتكم في أسواق السياسة الرخيصة، ولا أن تُدنّس أرضكم، أو تُنهب ثرواتكم، أو تُمسخ هويتكم، أو تصادر حريتكم .

 

كونوا أنتم الطليعة التي تقود الأمة نحو الحرية والنهضة .

 

 لا تنتظروا الفرص لتطرق أبوابكم، بل اصنعوها بعقولكم، بأيديكم، وبدمائكم إن لزم الأمر .

 

 فالأوطان لا تُبنى بالانتظار، بل بالفعل والإقدام، وبالشجاعة التي لا تعرف الركون .

 

تذكّروا علي عبدالمغني، الذي كتب بدمه وقلمه الصفحة الأولى من كتاب الجمهورية . 

 

رحل شابًا، لكنه ترك للأجيال وصية خالدة :

 أن الحرية أثمن من الحياة نفسها .

 

كونوا الجيل الذي لا يختبئ خلف الخوف، بل يواجه التحديات، ويكتب التاريخ بفعله، ويرفض الخنوع والارتهان .

 

قفوا، قاوموا، واصنعوا حريتكم بأيديكم .

 

 فالوطن يستحق ذلك، وأنتم تستحقون أن تعيشوا أحرارًا وكبارًا .

Keywords:

0 Comment

Add Your Comment

Back Top