• 0 Comment

القمة النسوية الثامنة في عدن: النساء يصنعن السلام من الهامش

في ظل واقع يمني مشتّت ومثقل بالصراعات والانقسامات، وفي وقت تتراجع فيه مسارات السلام الرسمية وتخبو إرادة الحلول الشاملة، جاءت "القمة النسوية الثامنة" التي نظمتها مؤسسة "وجود للأمن الإنساني" في مدينة عدن، كأحد أكثر المبادرات المدنية جرأةً وتأثيرًا هذا العام.

تنظيم القمة بالتزامن مع حملة الـ16 يومًا لمناهضة العنف ضد النساء، عكس إدراكًا عميقًا لحاجة اليمن إلى أصوات جديدة، وأدوات بديلة، تفتح نوافذ للأمل في مجتمع يسوده الإرهاق والإحباط.

وقد ناقشت القمة هذا العام ملفات بالغة الأهمية، من السلام ومساراته، إلى العنف الإلكتروني، مروراً بريادة الأعمال النسوية والعدالة الانتقالية، وهي قضايا ترتبط جوهريًا بمستقبل البلاد واستقراره.

اللجنة اليمنية للسلام ترى في هذه القمة نموذجًا حيًّا لقيادة نسوية قادرة على تجاوز الجدران السياسية والانقسامات الجغرافية، لتضع اللبنة الأولى في مشروع وطني بديل ينطلق من المجتمع ويعيد الاعتبار للفئات التي يجب الاهتمام بها والأكثر قدرة على صناعة وبناء السلام، وعلى رأسها النساء.

نؤمن أن السلام الحقيقي لا يُبنى فقط عبر مفاوضات النُخب، بل من القواعد الاجتماعية التي تؤمن بالحوار، وتدفع نحو العدالة والمشاركة، وتُصرّ على التغيير رغم كل العوائق.

وتؤكد اللجنة اليمنية للسلام دعمها لمخرجات القمة النسوية، والتي تمثل خريطة طريق يجب أن تؤخذ بجدية في كل مبادرة سياسية تبحث عن حل مستدام وشامل

وندعو في اللجنة اليمنية للسلام، كافة الجهات الرسمية والدولية، والمبعوث الأممي، والمنظمات الفاعلة، إلى دعم هذا النوع من المبادرات النسوية والمجتمعية، واعتبارها جزءاً أصيلاً من أي عملية سلام حقيقية في اليمن.

ونشدد على أن تمكين النساء وإشراكهن ليس خياراً تجميلياً، بل ضرورة وطنية لا يمكن تجاوزها، إذا ما أردنا بناء دولة تتسع لجميع أبنائها وبناتها.

صادر عن:  

اللجنة اليمنية للسلام

8 ديسمبر 2025  

عدن – اليمن